كتب داني حداد في موقع MTV

بعيداً عن “جعير” بعض أبواق حزب الله، عبر الفيديوهات ومواقع التواصل الاجتماعي، والتهديدات التي يطلقونها، فإنّ خطاب الحزب الرسمي يزداد انهزاميّةً، إطلالةً بعد أخرى لأمينه العام، تماماً كما يزداد كلام الشيخ نعيم قاسم رتابةً ومللاً.

العبارة الوحيدة المهمّة في كلام قاسم أمس هي أنّ إعادة إعمار ما تهدّم من مسؤوليّة الدولة اللبنانيّة وحدها. هكذا، قرّر الحزب الذي وافق على استشهاد الآلاف وتدمير عشرات البلدات بشكلٍ كامل، وأحياء ومنازل في بيروت والضاحية الجنوبيّة والجنوب والبقاع إسناداً لحركة حماس، من دون العودة الى السلطة اللبنانيّة، أن يحمّل مسؤوليّة ذلك كلّه الى الدولة. حجّة الشيخ نعيم أنّ الدمار حصل في لبنان، لذا فإنّ الإعمار يجب أن تقوم به الدولة.

بعيداً عن “خنفشاريّة” نظريّة الشيخ نعيم، فإنّ تطبيق هذه النظرية ممكن جدّاً، ولكنّه يحتاج الى سلسلة خطواتٍ قد تكون بسيطة: كما أنّ إعادة الإعمار من مسؤوليّة الدولة، فلتكن المقاومة من مسؤوليّة الدولة أيضاً، فيُحصَر السلاح بها ويُسحَب ممّن أوهمونا بقدرتهم على حماية الأرض والناس، فدُمّرت الأرض وقُتل الناس.
كذلك، فلتُقفَل مؤسّسة القرض الحسن، وليلتزم حزب الله بالمؤسّسات المصرفيّة المرخّصة من الدولة المسؤولة عن الإعمار.
باختصار، فليصبح حزب الله، كما سائر الأحزاب اللبنانيّة، يملك شعبيّةً تتيح له إيصال نوّابٍ الى البرلمان والمشاركة في الحكومات وممارسة الدور السياسي الذي يتيحه حجمه التمثيلي، ولكن دوماً تحت سقف الدولة التي تحمي وترعى وتدافع وتبني.

فالعودة الى الدولة مطلوبة، وبناء الجسور بين اللبنانيّين حاجة، بدل الكلام الطائفي والتخويني الذي سمعناه على طريق المطار وقرأناه على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعضه ممّن يحملون صفة صحافي جنّ جنونهم لأنّ الأموال الإيرانيّة تأخّرت، فباتت رواتبهم مهدّدة.
فليحذف حزب الله الياء من الدويلة، لنستقبله في الدولة. وحينها، فقط، ستكون إعادة الإعمار من مسؤوليّتها، أمّا قبل ذلك “فليدبّر الحزب رأسه”. اعذرنا يا شيخ نعيم…