انشغل اللبنانيون في الساعات القليلة الماضية بالعاصفة أسيل التي تُعد العاصفة الثلجية الأولى لهذا الموسم، وقد لامست الثلوج الـ 600 متر حيث تشاقطت ليلا في زغرتا، وبشري، عكار(الضنية) والهرمل والقاع ودير الأحمر، وتدنت الحرارة بشكل كبير في مختلف المناطق.  

في 3 شباط الجاري، قدم الأب ايلي خنيصر المتخصص بالأحوال الجوية وعلم المناخ نشرة مفصلة عن وضع هذا المنخفض الجوّي الذي تحوّل الى عاصفة أطلقت عليها مصلحة الارصاد الجوية اسم أسيل، مشيرا إلى انه سيتميز بالخصائص التالية: منخفض عالي الفعالية سيتحول الى عاصفة، سيترافق مع رياح ستلامس 80 كم في الساعة، امطار غزيرة مصحوبة بالبرَد، صواعق بنسبة 80 بالمئة، دخول الموجة القطبية فجر الخميس، تدنٍ بدرجات الحرارة وتساقط الثلوج على نحو 800 متر وسيُلامس الـ 700 متر، الا ان اشتداد سرعة الرياح سيخفف من التراكمات الثلجية وستتراجع يوم الخميس الى 30 كلم، مشيرا إلى ان مراكز التزلج على موعد مع اكثر من 90 سنتمترا من التراكمات والموسم سيبدأ قريباً.

وعن اول عاصفة ثلجية ضربت لبنان قال خنيصر لـ لبنان 24: كل منخفض جوي تحدُث فيه انفراجات ولكن إذا شمّست لا يعني ذلك ان فعاليته انتهت. 

ولفت خنيصر إلى انه تحدث أمس الجمعة عن دخول موجة قطبية قاسية ستضرب لبنان وسيكون للمناطق الشمالية حصة من الثلوج وهي زغرتا، وبشري، عكار(الضنية) وجوارها والهرمل والقاع ودير الاحمر وبعض الجبال الغربية الوسطى،وما هي ساعات قليلة حتى انهارت درجات الحرارة وبدأت الثلوج تجتاح هذه المناطق. 

وأثار المشهد الذي عاشه أهل الشمال  في ساعات مساء الجمعة من تساقط كثيف للثلوج الذي لامس الـ 650 متر الدهشة، وانتشرت الفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي وثقت تساقط الثلوج في المناطق الشمالية بحيث بدأت الجرافات تعمل على فتح الطرقات. 

وأضاف خنيصر ان أسيل خلّفت درجات حرارة متدنية حيث لامست الـ 6 درجات فجر اليوم السبت  في المناطق الساحلية  و5 درجات تحت الصفر على ارتفاع 1200 متر و5 درجات تحت الصفر في البقاع على ان يتحسن الطقس يوم السبت بانتظار وصول منخفض جوي متوسط الفعالية يومي الاحد والاثنين.

ولفت خنيصر إلى انه بسبب سيطرة الموجات القطبية سوف تشهد مناطق جبلية تعلو عن الـ 1000 متر تساقطا للثلوج جبلا وبقاعاً، كما ستتساقط الامطار مع حبات البرّد ساحلا مع احتمال حدوث عواصف رعدية متفرقة.

وأوضح خنيصر ان نسبة المتساقطات في منخفض اسيل تراوحت بين 70 و 140 ملم، الا اننا بحاجة ايضا لاكثر من 400 ملم لندخل خط الامان بالنسبة لنسبة المتساقطات السنوية بخاصة في البقاع.

ويقول: يبقى الأهم ان جبال لبنان تكللت أخيرا بالثلوج وموسم التزلج انتعش وفرحة اللبنانيين كبيرة لان السماء استجابت صلواتهم وكسرت لعنة المرتفعات الجوية التي وقفت سدا منيعا امام خيرات الأطلسي.

ويختم خنيصر بالقول: الخيرات آتية من أمطار وثلوج وشباط سوف ينعش أرض لبنان التي اشتاقت للشتاء والثلوج.