ويبدو أن هذا التقارب يعكس رغبة دمشق في الحد من النفوذ الكردي، مقابل الحصول على دعم تركي في إعادة ترتيب المشهد الأمني والعسكري شمال البلاد.
في هذا السياق، أوضح الكاتب والباحث السياسي عمر كوش أن “أنقرة ترى أن وجود قوات سوريا الديمقراطية يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وتسعى لفرض ترتيبات جديدة تضمن تقليص نفوذها في شمال سوريا”.
من جانبه، يرى الباحث والأكاديمي فريد سعدون أن “الأكراد يتعاملون مع المشكلة باعتبارها قضية إقليمية ودولية، وليست فقط داخلية”، مشيرًا إلى أن “التدخلات الخارجية، وعلى رأسها تركيا، تعقّد الوصول إلى حل متفق عليه بين الأكراد ودمشق”.
كما أضاف أن “نتائج هذه المباحثات ستحدد مستقبل العلاقة بين الأكراد والنظام السوري، خاصة فيما يتعلق بمصير قوات قسد وسلاحها”.
وفي هذا السياق، يقول عمر كوش، إن “الإدارة السورية الجديدة تريد إعادة دمج قوات قسد تحت مظلة الجيش الوطني، لكنها ترفض منحها أي استقلالية أو وضع خاص”.
بدوره، يرى فريد سعدون أن “الأكراد باتوا أكثر وعيا بضرورة التفاهم مع دمشق، لكنهم في الوقت نفسه يحاولون الاحتفاظ بمكاسبهم السياسية والعسكرية”، مضيفًا أن “التوصل إلى اتفاق نهائي سيكون مرهونًا بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات”.
في ظل هذه المعطيات، يبرز سؤال جوهري: هل ستكون هذه التفاهمات مقدمة لإنهاء النزاع في الشمال السوري، أم أنها ستفتح الباب أمام صراع جديد بأبعاد مختلفة؟