لبنان عالق بين الدعم الدولي والعراقيل الداخلية
يمرّ لبنان بمرحلة دقيقة، وبينما يبرز أمل جديد في تشكيل حكومة فاعلة، يترافق هذا المسار مع تحديات على صعيد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب وتطبيق قرار وقف إطلاق النار.
وفي وقت تشير فيه المصادر السياسية إلى وجود دعم دولي وعربي غير مسبوق للبنان، تبرز العوائق الداخلية مهددة بعرقلة هذه الاندفاعة الإيجابية.
انسحاب مشروط
إلى ذلك، فقد اصطدم التفاؤل اللبناني مع التصريحات الإسرائيلية الصادرة عشية انتهاء مهلة الـ60 يوماً، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الانسحاب مشروط بانتشار الجيش اللبناني في المناطق الحدودية، وتنفيذ الاتفاق بشكل كامل بما في ذلك تراجع “حزب الله” إلى ما وراء نهر الليطاني.
في مواجهة هذه التطورات، كثف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالاته مع الإدارة الأميركية وعواصم دولية وعربية أخرى، داعياً إلى ممارسة الضغط على إسرائيل لتلتزم ببنود الاتفاق.
وأفادت مصادر مطّلعة لصحيفة “الشرق الأوسط” أن الرئيس عون اعتبر تمديد إسرائيل لوجودها في الجنوب لشهر إضافي “استمراراً للاحتلال” وليس مجرد تأجيل تقني.
دعم دولي وعربي
أما على صعيد تشكيل الحكومة، فقد أشارت مصادر سياسية لـ”الأنباء” إلى أن الدينامية الخارجية التي ساعدت في إنهاء الشغور الرئاسي وتكليف رئيس جديد للحكومة لا تزال فعّالة ولن تتوقف عند هذا الحد.
وأكدت هذه المصادر أن هناك إصراراً عربياً ودولياً، خاصة من السعودية والولايات المتحدة، لدعم لبنان في تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات.
وأوضحت المصادر أن الدعم الخارجي يهدف إلى تأسيس حكومة تُعنى بتطبيق قرارات وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، واستعادة الثقة الدولية، وضخ الأموال في عروق الدولة اللبنانية.
كما ستكون الحكومة الجديدة وفق ما أوردت “نداء الوطن” أداة محورية في إجراء التعيينات والإصلاحات الضرورية.
إلا أنّه ورغم الأجواء الإيجابية المدعومة خارجياً، غير أنّ مصادر أشارت عبر “الأنباء” إلى وجود عراقيل داخلية تضعها بعض الأطراف السياسية التي لا تزال تتشبث بمنطق المحاصصة.
وتعتبر هذه المصادر، أنّ هذه العوائق لا تستهدف رئيس الحكومة المكلف وحده، بل تطال انطلاقة العهد الرئاسي الجديد أيضاً، بالإضافة إلى محاولات البعض لتعطيل المسار الإصلاحي، ما يهدد بخسارة لبنان للدعم العربي والدولي.