الرئيس ميقاتي المصارحة … والمصالحة
الرئيس ميقاتي يعتقد انه لا مصلحة للبنان في تغيير الحقائق والوقائع والافراط بالاوهام والاحلام، وضرورة العمل على تعزيز الاجتماع الوطني على قاعدة (قف جامداً وصوب جيدا ثم اطلق النار)، مما يستدعي التوقف عن اطلاق المفرقعات السياسية والاعلامية الوهمية والتمعن بدقة وعمق بالمخاطر التي لا تزال تتهدد لبنان والمنطقة في هذه المرحلة المصيرية المروعة والتي تجرعنا خيبات مثيلاتها في محطات متعددة ومنعطفات سابقة، ودفعنا في كل مرة اغلى الاثمان نتيجة تناوب المكونات على تحميل الاحتلالات الخارجية رغباتهم واوهامهم على حساب الشراكة الوطنية.
الرئيس ميقاتي يعرف بدقة واقع لبنان ما قبل حرب الاسناد في ٨ تشرين الاول ٢٠٢٣ وما قبل اعلان وقف اطلاق النار في ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤، ويعرف ما خلفته الحرب من قتل ودمار ونزوح واغتيالات، وما زرعته الحرب في وعي الاجيال من احباط، مما يجعل المهمة الوطنية الاهم في لبنان هي معالجة تراكمات اثار العنف والقهر في وعي الاجيال من اجل بناء مستقبل لبنان بدون حروب ونزاعات واغتيالات..
الرئيس ميقاتي يرى ان لبنان بحاجة الى دمج الاحزان والالام والخيبات بالعزم والامل والرجاء لاخراج كل اللبنانيين من تراكمات الحروب والاوهام، وهو بعد سنوات حكومية صعبة وقاسية ادرك دقة التباين بين غموض السلطة ووضوح السياسة وان فعل (الصراحة) غير موجود في ادبيات المكونات السلطوية اللبنانية، وادرك ايضاً ان الحوار الوطني ثقافة وليس طاولة والحوار هو روح الدول والمجتمعات والشراكات المتجددة، وان انقاذ الشراكة الوطنية يحتاج الى شجاعة الرأي والوضوح بين الاجيال والمكونات في كل الهواجس والموضوعات فاطلق مبادرته الحوارية على اساس (المصارحة والمصالحة)، وحفظ الله لبنان.