صحيفة إسرائيلية تتحدث.. ماذا يجري داخل إيران؟
نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيليّة تقريراً جديداً انتقدت فيه . المُرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي “انتصار غزة”، مع القول إنّ “المقاومة حيّة وستبقى كذلك”.
وذكر التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” أنَّ هناك في إسرائيل من يتفق مع خامنئي على مسألة مفادها أن خروج مُقاتلي “حماس” من الأنفاق لحظة دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الأحد الماضي، إلى جانب إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية لاستقبال الرهائن، يمثل انتصاراً لـ”حماس” في حربها ضدّ إسرائيل.
في المقابل، قالت الصحيفة إنه لدى خامنئي فكرة مُختلفة عن مفهوم النصر خصوصاً في حال تم النظر إلى سلسلة من الإحصائيات الأساسية المرتبطة بواقع غزة بعد الحرب، لاسيما على صعيد الدمار وأعداد الضحايا وتكاليف إعادة الإعمار التي قد تتخطى الـ80 مليار دولار.
وتلفت الصحيفة إلى أنّ خامنئي يتجاهل الحقائق على الأرض ويعلن انتصاراً سياسياً فقط، مشيرة إلى أن المرشد الإيراني ينتقد الولايات المتحدة ويقول إنها هي التي ساعدت إسرائيل على قتل الفلسطينيين، كما يعتبر أنه لولا المساعدة الأميركية لإسرائيل لكانت إسرائيل سقطت في الأسابيع الأولى من الحرب”.
وتتابع: “مرة أخرى، يدفع خامنئي بالسرد القائل بأن العامل الوحيد الذي يبقي إسرائيل قابلة للحياة في الصراعات هو المساعدة من الحلفاء الأميركيين، وهو ما يقلل تماما من القدرات العسكرية والاستراتيجية لإسرائيل”.
وأردفت: “إن خامنئي يحتاج إلى أن يتذكر أن القوات الأميركية ليست هي التي تقاتل حماس على الأرض، بل إسرائيل. كذلك، لم يكن الجنود الأميركيون هم الذين قادوا عمليات إنقاذ للرهائن من أيدي حماس، كما أن هؤلاء لم يذهبوا من منزل إلى آخر داخل غزة لمدة 15 شهراً لمواجهة حماس. مع هذا، لم تكن الولايات المتحدة هي الجهة التي استهدفت حزب الله وفجرت مئات أجهزة البيجر، كما أن واشنطن لم تقتل أمين عام حزب الله حسن نصرالله في بيروت، في حين أنها لم تنفذ عملية اغتيال القيادي في حركة حماس اسماعيل هنية في طهران”.
واستكملت: “إن المساعدات والأسلحة الأميركية لا تقدر بثمن بالنسبة لإسرائيل، لكن الزعم بأن إسرائيل كانت لتستسلم في الأسابيع الأولى يشكل إساءة إلى إسرائيل”.
أيضاً، تقول الصحيفة إن إيران “غارقة في اضطراباتها الخاصة”، مشيرة إلى أنّ شوارع طهران باتت مليئة بالاستياء في ظل مواجهة النظام للمعارضين، وأضاف: “الكثير من الإيرانيين يسألون لماذا تُرسل بلادهم 50 مليار دولار إلى بلدٍ مثل سوريا في عهد الرئيس السابق بشار الأسد بدلاً من الاستثمار محلياً. كذلك، يسأل هؤلاء: لماذا يدعم خامنئي قوات الحوثي في اليمن؟”.
وأكملت: “هناك تساؤلات أيضاً في إيران عن كيفية السماح لأعضاء الحرس الثوري الإيراني بإثراء أنفسهم بينما يعاني الشعب من ارتفاع التضخم وانخفاض الأجور وتدهور مستوى المعيشة”.
واختتمت الصحيفة بالقول إن لدى خامنئي “تعريف وهمي للنصر”، مشيرة إلى أن الخطابة جيدة ونافعة لكن الواقع على الأرض في إيران لا يرسم صورة لـ”نصر”، بل يكشف عن واقع مختلف للغاية.