زيارة سعودية رسميّة بعد 15 عامًا من الفتور… لبنان يعود ويؤكّد حضوره ودوره بين أشقائه العرب

decoding=async

 

تُتابع الزيارات الديبلوماسية إلى لبنان تأييدًا ودعمًا للعهد الجديد في تطبيق ما وعد به الرئيس جوزاف عون في خطاب القسَم. وفي زيارةٍ خاطفةٍ جال خلالها بسرعةٍ لافتةٍ على المسؤولين اللبنانيّين، أعاد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان وصل ما انقطع من علاقة رفيعة المستوى بين لبنان والسعودية منذ 15 عامًا. وشكّلت هذه الزيارة فسحة أملٍ ومصدر دفعٍ للعمل الجدّي والصحيح الذي تعوّل عليه المملكة، وهو تأكيد واضح وثابت للدعم الكامل والمطلق لانطلاقة العهد، والوقوف إلى جانب لبنان ومساعدته على النهوض من جديد عبر تطبيق الإصلاحات، والعمل الشفّاف.

لقاء الرؤساء الثلاثة
بن فرحان الذي حرص على ان تكون زيارته بروتوكوليّة للمسؤولين اللبنانيين، كان كلامه عامًا بعد لقاء رئيس الجمهورية جوزاف عون حيث عبّر عن الثقة بقيادة لبنان الجديدة للقيام بإصلاحات في البلاد. وقال في كلمة مقتضبة للصحافيين: “ثقتنا كبيرة بقدرة فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء المكلّف على الشروع في الإصلاحات اللازمة لتعزيز أمن لبنان واستقراره ووحدته”.

وأضاف: “بحثتُ مع الرئيس اللبناني أهمية الالتزام باتفاق وقف النار وأكّدتُ على أهمية تطبيق القرار 1701″، مضيفًا “أنَّ المملكةَ تنظر بتفاؤل إلى مستقبل لبنان في ظلّ النهج الإصلاحي في خطاب القسَم الذي ألقاه الرئيس، ونحن متفائلون باغتنام القيادات اللبنانية للفرصة والعمل بجدية لأجل لبنان”.
بدوره، خاطب رئيس الجمهورية بن فرحان عند دخوله بالقول “وأخيرًا” قاصدًا عودة العلاقات مع السعودية الى طبيعتها.

وعُلِمَ في هذا السّياق، ان بن فرحان لم يحمل دعوةً خطيّةً للرئيس عون لزيارة الرياض، بل رحّب شفهيًّا بزيارتِه.

وإلى لقائه الرئيس عون، التقى بن فرحان رئيس المجلس النيابي نبيه برّي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلّف نواف سلام، الذي أكّد أنّ “هناك فرصةً استثنائيةً للبنان يجب عدم تفويتِها، وأنّه يعمل بالتعاون الكامل مع رئيس الجمهورية على ذلك”. كما أكّد عزمَه “السّير في الإصلاحات السياسية والقضائية والإدارية والمالية المطلوبة”، معربًا عن التزامه “بإعادة لبنان إلى محيطه العربي الطبيعي، واستعادة دوره إلى جانب أشقائه العرب”.

ماذا تريد السعودية؟
وكان الوزير السعودي قد استبق زيارته الى بيروت بوضع الخطوط العامَّة لما تريده الرياض من الحكْم الجديد، حيث أكد في المنتدى الاقتصادي العالمي في “دافوس”، أنَّ السعودية تعتبر انتخاب رئيس لبناني بعد فراغٍ دام أكثر من عاميْن شيئًا إيجابيًا جدًا. وأعرب عن أمله في تشكيل حكومةٍ لبنانيةٍ جديدةٍ في المستقبل المنظور.

وأضاف أنه يتعين أن يرى العالم عملًا حقيقيًا وإصلاحًا حقيقيًا، والتزامًا بلبنان يتطلع إلى المستقبل، وليس إلى الماضي، حتى تتمكَّن السعودية من زيادة مشاركتها.

عودة الاحتضان الخليجي
ومع الدعم الذي لقيه لبنان من دولٍ كبرى، شكّلت زيارة الوزير بن فرحان قوة دفعٍ جديدةٍ لمسارٍ سلكته المملكة العربية السعودية في لبنان منذ أن تألّفت اللجنة الخماسية حيث لعبت الرياض دورًا محوريًا فيها، وشكلت رافعةً أساسيةً وداعمةً لانتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية.
وكان لها الصدارة في العديد من الاتّصالات التي أزالت الكثير من التعقيدات لإنهاء الشغور الرئاسي، وكذلك لتكليف القاضي نوّاف سلام لرئاسة الحكومة الجديدة.

الدعم السعودي يواكبُه دعم خليجي آخر يتمثل اليوم بزيارة وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا في زيارةٍ رسميةٍ، يلتقي خلالها رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ورئيس حكومة تصريف الأعمال إضافة الى لقاء الرئيس المكلّف ووزير الخارجية.

وأمس، أعرب سفير دولة قطر في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني عن ارتياح دولته لانتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية متمنيًّا تشكيل الحكومة الجديدة “لتكون أسرع حكومة لبنانية يتم تشكيلها، لتنصرف إلى إنجازِ ما ينتظرها من مهمات، وهو ما يولّد الاستقرار ويضمن تدفّق المساعدات لإعادة إعمار لبنان”.

مواضيع ذات صلة :

زر الذهاب إلى الأعلى