تهديد متصاعد يجبر الآلاف على الإخلاء
شهدت مقاطعة لوس أنجلوس اندلاع حريق غابات جديد يُعرفُ باسم “حريق هيوز”، صباح اليوم الأربعاء، وذلك بالقرب من بحيرة كاستايك الواقعة على بعد 45 ميلًا شمال غرب مدينة لوس أنجلوس.
وقد أجبر الحريق آلاف السكان على إخلاء منازلهم، في وقت لا تزال المنطقة تعاني من آثار حرائق مدمرة شهدتها مؤخرًا.
ووفق المعلومات، فقط امتدَّ الحريقُ بسرعةٍ ليغطي أكثر من 9,200 فدّان خلال ساعات، مدفوعًا برياح قوية وأعشاب جافة، ما ساعد على تأجيجِ النيران وانتشارها في المناطق المحاذية للأحياء السكنية والمدارس.
وعلى الرّغم من جهود الإطفاء، لم يتمَّ حتى الآن احتواء الحريق، مما يثير مخاوف من المزيد من التوسع.
في السّياق، أصدرت السلطات المحلية أوامر إخلاء إلزاميّة لأكثر من 31 ألف شخص، بينما تم تحذير 23 ألفًا آخرين من احتمال الإجلاء.
وأكّد شريف مقاطعة لوس أنجلوس، روبرت لونا، أنه تمّ إجلاء نحو 500 نزيل من سجن محلي في كاستايك كإجراءٍ احترازي، بينما تستمرُّ السجون الأخرى في المنطقة بتأمين أماكنها، مع تجهيز الحافلات للإخلاء عند الحاجة.
وتعمل فرق الإطفاء برًّا وجوًّا على مكافحةِ الحريق، حيث استخدمت الطائرات المروحية لإسقاط المياه ومثبِّطات اللّهب على المناطق المشتعلة.
ومع ذلك، فإنّ الرياح التي تتراوح سرعتها ما بين 32 و48 كلم/ساعة تُعقّد الجهود، ويُتوقع أن تشتدَّ في الساعات المقبلة، مما قد يمنع الطائرات من التحليق.
وتشير التقارير إلى أن الجفاف المستمرّ منذ أكثر من ثمانية أشهر في جنوب كاليفورنيا ترك المنطقة عُرضة للحرائق. وأوضح خبراء الأرصاد الجوية أن انخفاضَ الرطوبة وزيادة الرياح يشكلان عوامل رئيسية في تفاقم الوضع. يشار إلى أنّ المنطقة لا تزال تعاني من آثار حرائق “باليزيدز” و”إيتون” التي وقعت في وقت سابق من الشهر الجاري، وأسفرت عن مقتل 28 شخصًا وتدمير أكثر من 10,000 مبنى.
وتشكل حرائق “هيوز” امتدادًا لهذه الأزمة، لكنها حتى الآن لم تُسفر عن إصابات بشرية أو أضرار مادية مؤكدة.