حملة “رجعنا يا شام” تعيد الأمل.. وتَفضح أسماء الأسد!

حظيت أعمال تنظيف مجرى نهر بردى في دمشق باهتمام واسع في الأوساط السورية خلال الساعات الماضية، حيث يُعد النهر واحداً من أبرز المعالم الطبيعية في العاصمة السورية، ويجري متربعاً بين أحيائها التاريخية، عابراً قلب المدينة.

النهر، الذي لطالما كان يشكو من تراكم النفايات ويعاني من إهمال وتلوث شديد، بدأ يخضع لعملية تنظيف من قبل فرق من الخوذ البيضاء بالتعاون مع الأهالي والشباب المحليين.

وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي عبر “فيسبوك” تفاصيل الحملة التي حملت اسم “رجعنا يا شام”، وهي حملة تهدف إلى تحسين مظهر العاصمة السورية وتعزيز مستوى الخدمات.

ويظهر في مقاطع الفيديو المتداولة أفراد من فرق الخوذ البيضاء مع الأهالي، وهم يجرون عربات مخصصة للتنظيف ويعملون على إزالة النفايات التي تراكمت على مر السنوات.

وبحسب مصادر قناة “العربية”، شكّل مجرى النهر كارثة بيئية للمناطق المحيطة به خلال السنوات الماضية، إذ اشتكى السكان من تراكم النفايات ومياه الصرف الصحي التي كانت تهدد صحة وسلامة المواطنين.

وفي سياق الحديث عن تأثير التلوث، كشفت المصادر أن سلطات النظام السوري كانت تمنع سابقاً الاقتراب من مجرى النهر، ما تسبب في حادثة مأساوية راح ضحيتها شخص فاقد للبصر بعدما سقط في المجرى ولقي حتفه.

وأضافت المصادر أن أحد أفخم الفنادق في العاصمة، والذي يطل على مجرى النهر ومن أمامه التكية السليمانية، كان قد تقدم بطلب إلى المحافظة لإيجاد حل جذري لأزمة النهر. وقد أشار الفندق إلى تأثير النفايات على المنشأة وظهور الحشرات جراء تراكم النفايات. ومع ذلك، جاءت الإجابة من قبل المحافظة بأن النهر يدخل في مشروع “مسار” الذي كان تحت إشراف السيدة الأولى أسماء الأسد آنذاك، وهو ما منع الفندق من اتخاذ أي إجراء لتغيير الوضع، خاصة مع تدخل “الأمانة السورية للتنمية” التي كانت تديرها زوجة الأسد.

ورغم الجدل الذي أثاره مشروع “مسار” في السنوات السابقة بشأن استغلال الموارد لصالح مشاريع شخصية والانتقادات الشديدة المرتبطة باتهامات بالفساد، حظيت حملة تنظيف نهر بردى بإشادات واسعة من السوريين، خصوصاً بعد التغيير الجذري الذي طرأ على مظهر النهر.

وانطلقت موجة من التعليقات المؤيدة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر المواطنون عن فرحتهم وسعادتهم بعودة النهر إلى حالته الطبيعية بعد سنوات من الإهمال.

كما اعتبروا أن هذه الحملة تمثل خطوة إيجابية في تحسين مظهر العاصمة والبيئة المحيطة بها، لاسيما وأن نهر بردى لطالما كان أحد الرموز الثقافية والتاريخية لسوريا التي تغنى بها كبار الشعراء.

على مر السنوات، تعرض النهر لتدهور بيئي نتيجة تراكم النفايات والمياه العادمة، مما أثر على جودة الحياة في المناطق المحيطة به. رغم محاولات عدة لتحسين وضع النهر، كان مشروع “مسار” التابع للسيدة الأولى يثير جدلاً واسعاً حول الترميمات التي جرت في التكية السليمانية، خاصة بعدما تم توجيه اتهامات بوجود فساد مرتبط بالأمانة السورية للتنمية التي كانت تترأسها أسماء الأسد.

زر الذهاب إلى الأعلى