الكاميرا تفضح نواب “الحزب”… ومكابرة لحفظ ماء الوجه

كتبت مريم حرب في موقع mtv: 

“القطار ماشي”، من تغيّر وجه الشرق الأوسط إلى تغيّر وجه لبنان بدءًا من انتخاب الرئيس جوزاف عون مرورًا بتكليف القاضي نواف سلام تشكيل حكومة، وصولًا إلى ما يريده اللبنانيون وهو تطبيق خطاب القسم وتحوّل حلم بناء الدولة إلى حقيقة. إلّا أنّ البعض في الداخل والخارج لا يزال يُحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء… أو أنّهم قرأوا التحوّلات ويُحاولون حفظ ماء الوجه في شارعهم والمكابرة. 

“فَلَت” الإيقاع من ضابطه. ومن حاول أن يُظهر نفسه مرّة جديدة بأنّه يُغيّر المعادلات وأنّ ما من رئيس يجلس على كرسي بعبدا من دون ختمه، بعدما أجّل البتّ بنتائج الانتخابات الرئاسية إلى الدورة الثانية لرسم صورة بأنّه لولا أصوات “الثنائي الشيعي” لما انتُخب جوزاف عون رئيسًا للجمهورية. فقد “الفيتو” في تكليف رؤساء الحكومات، ليلوّح بالميثاقيّة بعدما نام على نجيب ميقاتي رئيسًا للحكومة واستفاق على نواف سلام رئيسًا لها. 

ما يعيشه لبنان منذ أقلّ من أسبوع ليس انقلابًا لا على طائفة ولا على حزب، إنّما انعكاس لرغبة غالبية كبرى من اللبنانيين بالعيش بسلام وأمان واستقرار وازدهار… بمن فيهم الطائفة الشيعيّة التي نالت النصيب الأكبر من الخراب والقتل والدمار في الحرب الأخيرة. 25 سنة في الحكم، لعب “الثنائي الشيعي” كما يحلو له؛ طوّع الدستور والقانون والدولة خدمة له ولمشروع الجمهورية الإسلامية، آخذًا لبنان رهينة… والثمن كان غاليًّا. 
بين مشهد جلسة انتخاب رئيس الجمهورّية والاستشارات النيابيّة قاسمان مشتركان: النتائج لم تكن معلّبة ومعروفة مُسبقًا، وهامش الخيار اللبناني في اختيار الأسماء كان كبيرًا مع حضور طيف خارجيّ أعلن عنه عضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني بقوله “نسير بالنفس العربي السعودي”. 

الغريب في الأمر، أنّ وراء تجهّم وجه رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أمام الصحافيين في القصر، أظهرت الكاميرا عكسه تمامًا وهو يُصافح الرئيس جوزاف عون في مجلس النواب بعد إنتخابه في المرّة الأولى، وفي الثانية عندما جلس في القصر أمس إلى جانب الرئيس وقد بانت على وجهه الإبتسامة كزملائه في الكتلة. 

والغريب أيضًا أنّ ما لم يُعبّر عنه “الثنائي الشيعي” جهارًا، ولن نقول إنكسارًا إنّما ملامح بداية عودة إلى منطق الدولة وعمل المؤسسات، عُبّر عنه بتغليفة، إذ قال رعد: “الآن نقول بكل برودة أعصاب من حقهم أن يعيشوا تجربتهم… سنراقب ونمضي بكل هدوء وحكمة وسنرى أفعالهم”. وبهذا الكلام إقرار مبطّن بقبول “الثنائي الشيعي” بنتائج العملية الديمقراطيّة وبتوجّههم إلى جبهة المعارضة. 

لم يبقَ لمؤيّدي “حزب الله” و”حركة أمل” إلّا العمل بنصيحة “الأخ الأكبر” بالعودة إلى الدولة. فبناء الدولة، سيادة الدستور والقانون، إحلال العدالة، حصرية السلاح، حماية لبنان واللبنانيين بمن فيهم الجنوبيون، تحريك العجلة الاقتصاديّة وإعادة لبنان إلى مركزه الريادي في المنطقة… ليسوا كسرًا لا للطائفة الشيعيّة ولا لمن يُمثلّها. أمّا لقائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي الذي أقرّ بخروج سوريا من محور الممانعة، فنقول: “عقبال إقراركم بخروج لبنان من محور الموت”.

زر الذهاب إلى الأعلى