خاص لبنان اليوم: محور الكبتاغون سقط!!!

كشفت معلومات جديدة حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان عن هيمنة الفرقة الرابعة، التي كان يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، على تجارة المخدرات في سوريا قبل سقوط النظام السابق.

وأكدت المصادر أن ماهر الأسد أشرف بشكل شخصي على جميع معامل تصنيع المخدرات، بما في ذلك المصانع التي لم تكن تحت سيطرته المباشرة، والتي كانت تُجبر على دفع إتاوات مالية كبيرة لصالحه.

تركزت المعامل في ريف حمص واللاذقية وطرطوس، وكانت تُدار من قبل أفراد من عائلة الأسد، مع مشاركة محدودة من شخصيات خارج العائلة.

وأشارت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن تجارة المخدرات كانت في السابق تحت إشراف مباشر من حزب الله اللبناني، الذي استخدمها كأحد مصادر تمويله الأساسية.

لكن خلافات حادة نشأت بين الحزب والفرقة الرابعة، مما أدى إلى سيطرة الفرقة الرابعة على تجارة المخدرات وإقصاء الحزب تمامًا من المعادلة.

تولى أمن الفرقة الرابعة الترويج الداخلي للمخدرات وضمان توزيعها في الأسواق المحلية، بينما كانت المعامل الواقعة في الساحل السوري، خاصة في طرطوس واللاذقية، محاور رئيسية لتصنيع الكبتاغون.

وامتدت هذه التجارة إلى الأسواق الإقليمية والدولية، ما عزز نفوذ عائلة الأسد اقتصاديًا وسياسيًا، وساهم في بناء نظام اقتصادي غير شرعي قائم على تجارة المخدرات.

ومع سقوط النظام السابق، برزت معالم هذه الشبكة العالمية التي لم تقتصر آثارها على الداخل السوري فحسب، بل امتدت إلى دول عربية وأوروبية.

تشكل تحالف لتصدير المخدرات بين حزب الله اللبناني والنظام السوري بعد تدخل حزب الله إلى جانب النظام عام 2012 لقمع الثورة السورية، حيث بدأ الطرفان بإنتاج وتهريب المخدرات بعد استنزاف مواردهما المالية خلال الحرب في سوريا.

في عام 2012، بدأ حزب الله اللبناني بإنشاء وحدات إنتاج ومعامل سرية في سوريا لتصنيع مخدر الكبتاغون، بعد أن كان يقتصر دوره على فرض ضرائب على الموردين والموزعين وحماية المنتجين والمهربين الرئيسيين مقابل حصة من العائدات.

الكبتاغون، الاسم التجاري لمادة “فينثيلين”، هو منشط من عائلة الأمفيتامينات. تم حظر بيعه في الصيدليات منذ عام 1986، وعادةً ما يُصنع على شكل أقراص بيضاء تحتوي على مواد كيميائية تؤثر بشكل قوي على الجهاز العصبي المركزي.

على مدى سنوات، وبالتعاون مع النظام السوري السابق والفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد، إضافةً إلى الميليشيات الإيرانية، حول حزب الله سوريا إلى أكبر مصدر لمخدر الكبتاغون في العالم.

وفقاً لبيانات الحكومة البريطانية عام 2023، تنتج سوريا حوالي 80% من الإنتاج العالمي للكبتاغون. وأشارت البيانات إلى أن ماهر الأسد كان يشرف شخصياً على هذه التجارة، حيث بلغت قيمة الصادرات منها في عام 2021 حوالي 5.7 مليارات دولار.

كما انضمت الميليشيات الإيرانية إلى حزب الله والنظام السوري لتشكيل شبكات تهريب امتدت عبر منطقة الشرق الأوسط، حيث كانت المخدرات تُنقل من مدينة القصير بريف حمص والمناطق الحدودية مع لبنان في ريف دمشق إلى مدن شرق سوريا، خاصةً محافظة دير الزور.

ومن هناك، كانت تُهرب إلى العراق ومنها إلى دول أخرى. وفي السنتين الأخيرتين، أنشأ حزب الله وحدات تصنيع بدائية في دير الزور لزيادة الإنتاج وتقليل تكاليف النقل وحماية الشحنات التي تمر عبر طرق خطيرة وطويلة قبل الوصول إلى الحدود العراقية.

بحسب بيان صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان في مارس/آذار 2024، تم إنشاء سبعة مصانع في المنطقة، إضافةً إلى زراعة ميليشيات إيران لمادة قنب الحشيش في أراضٍ تعود ملكيتها لمهجّرين في منطقتي “سعلو” و”الزباري” شرق دير الزور.

وأكد المرصد أن الميليشيات الإيرانية التي تشرف على إنتاج وترويج وتهريب المخدرات تشمل: حزب الله اللبناني، حزب الله العراقي، الحرس الثوري الإيراني، عصائب أهل الحق، مليشيا الأبدال التابعة للحشد الشعبي العراقي، مليشيا الدفاع الوطني، والفرقة الرابعة.

وأوضح المرصد أن خبراء من جنسيات لبنانية وإيرانية هم من يشرفون على عمليات تصنيع المخدرات وزراعة الحشيش ضمن مناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية في مدينة دير الزور وريفها.

أما حزب الله اللبناني، فقد تولى مسؤولية نقل مكابس الإنتاج من مناطق سيطرته على الحدود اللبنانية السورية إلى محافظة دير الزور.

وتتوزع أدوار الميليشيات الأخرى بين تأمين المواد الخام، توفير الحماية، النقل اللوجستي، والترويج، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

زر الذهاب إلى الأعلى