خاص لبنان اليوم: هل دقّت ساعت طرد إيران من المنطقة؟ المعارضة تتوحد عسكريا ضد بشار الأسد والميليشيات الايرانية في الشمال السوري!!!
لبنان اليوم – سامر عريج
تشهد مدينة حلب وريفها تطورات ميدانية متسارعة في الساعات الأخيرة، حيث أطلقت المعارضة السورية المدعومة من تركيا حملة عسكرية واسعة النطاق ضد قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية المتمركزة في المنطقة. هذه التطورات تمثل مرحلة جديدة في الصراع السوري، وتشير إلى سعي المعارضة لإعادة فرض سيطرتها على المناطق التي فقدتها خلال السنوات الماضية.
تقدم المعارضة نحو حلب
خلال الساعات الـ24 الماضية، تمكنت قوات المعارضة من تحقيق تقدم ميداني ملحوظ، خاصة في مناطق ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي. التقارير تشير إلى انسحاب جزئي لقوات النظام السوري من بعض المواقع بسبب كثافة العمليات العسكرية واستخدام المعارضة تكتيكات جديدة مثل “العمليات الانغماسية”، وهي هجمات مفاجئة ومركزة تهدف إلى إنهاك خطوط الدفاع.
وأطلقت المعارضة المسلحة فجر الأربعاء عملية عسكرية كبيرة سمتها “ردع العدوان”، وقالت إنها تأتي استباقا لهجوم متوقع من قوات النظام وحلفائها على معاقلها في ريفي حلب وإدلب شمال غربي سوريا.
وتشارك في العملية فصائل عدة بينها هيئة تحرير الشام وأخرى من الجيش الوطني السوري التابع للمعارضة.
وفي المقابل، قالت وزارة الدفاع السورية إن الجيش يتعاون مع روسيا و”قوات صديقة” لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.
دور تركيا والدعم الإقليمي
الدعم التركي للمعارضة لعب دورًا محوريًا في هذه الحملة. وصول قادة عسكريين أتراك إلى قواعد في شمال سوريا، مثل إدلب وعفرين، يعكس استعداد تركيا للوقوف بجانب المعارضة في هذه المرحلة الحرجة. ويبدو أن أنقرة تسعى لتقويض النفوذ الإيراني في شمال سوريا كجزء من استراتيجيتها الإقليمية الأوسع.
ومن الواضح أن تركيا أعطت الضوء الأخضر لبدء العمليات بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، ما يثير التساؤلات حول توقيت الهجوم وأهدافه. هيئة تحرير الشام ليست مجرد فصيل معارض؛ بل تحظى بدعم تركي مباشر وتستخدم الآن مسيّرات وأسلحة متطورة، بعضها قد يكون من مصادر أوكرانية”.
ارتباط تطورات حلب بإتفاق وقف اطلاق النار في لبنان
تحدث مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، عن دلالة توقيت الهجوم على الجيش السوري. وقال إن تقدم الفصائل المسلحة “هو الأول منذ 2020″، معتبرا أن “المعركة كان محضرا لها من قبل هيئة تحرير الشام بدعم من جهة خارجية لا نعرفها منذ عدة أشهر. هذه الجهة قد تكون الولايات المتحدة أو غيرها. دولة ما هي التي أعطت الضوء الأخضر للهيئة”.
وتابع: “كيف اختير التوقيت؟ وقفت الحرب في لبنان (في إشارة إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله) فانطلقت المعركة في إدلب. هناك تزامن لا يأتي من فراغ”. وقال مدير المرصد: “المعركة كان محضرا لها أن تبدأ بمجرد أن تكون هناك حرب في جنوب سوريا، إذا فكرت إسرائيل باجتياح القنيطرة وريف درعا الغربي وريف دمشق الجنوبي الغربي، لكنها بدأت بعد وقف الحرب في لبنان”.
وتشير مصادر أخرى أن ما يجرى في حلب يرتبط مباشرة بإتفاق الهدنة في لبنان حيث تعرضت إيران لضربة قاسية، والمعارك الدائرة في سوريا هدفها طرد إيران من المنطقة وقطع طرق إمداد حزب الله بالأسلحة والوقود. خصوصا بعد أن سحب حزب الله معظم قواته من سوريا بعد بداية حربه مع إسرائيل، ما شكل فرصة للمعارضة السورية لإعادة السيطرة على حمص وحلب وطرد إيران ووكلائها من سوريا.
هل اقتربت نهاية النفوذ الإيراني في سوريا؟
في ظل هذه التطورات، يبدو أن المعارضة السورية قد تكون أمام فرصة تاريخية لتغيير خريطة الصراع في سوريا. التقدم في حلب، إذا استمر، قد يشكل نقطة تحول في مسار الحرب، ويضعف قبضة إيران على مناطق نفوذها الرئيسية.
بينما يبقى النجاح مرهونًا بالقدرة على الحفاظ على الزخم العسكري والتنسيق الإقليمي، تشير المؤشرات الحالية إلى أن إيران تواجه أصعب تحدياتها في سوريا منذ بداية تدخلها في الصراع.