خاص لبنان اليوم: بلاد الأرز تنتقل من الوصاية الايرانية الى الوصاية الامريكية – الفرنسية!!! كيف توزعت الانتصارات والخسائر؟؟

خاص لبنان اليوم

ذاب الثلج، وبان المرج، أخيرا انتهت الحرب العبثية التي أثقلت كاهل الدولة العاجزة أساسا، واتعبت شعبا تعب منه التعب واليأس والانكسار. عام 2005 انتفض الشعب اللبناني على الوصاية السورية واستطاع أن يحقق الاستقلال الثاني بعد أن أوكل الغرب الى نظام الاسد الوصاية على لبنان بعد انتهاء الحرب الاهلية.

استقلّ اللبنانيون من جديد بعد انتهاء الوصاية السورية، وأثبتوا من جديد أنهم غير جديرين بحكم أنفسهم من دون وصاية، فكانت ال come back للوصاية السورية الايرانية بشكل جديد بدأت بانتصار حرب تموز 2006 ولم تنتهي في غزوة السابع من ايار 2008. لم تزعج هذه الوصاية الغرب المأزوم آنذاك والمنشغل في الثورات العربية ومشاريع التقسيم والبحث عن حقول النفط، وعقد الغرب تسوياته مع ايران وحمى بشار الأسد من السقوط وكانت مؤامرة دولية سببت في إزهاق أرواح الملايين.

استمر الحال على ما هو حتى حاول ان يقول الشعب اللبناني كفى عام 2019 في مشهد جامع لكل اللبنانيين أول ايام الثورة التي لم تصمد كثيرا تحت ضربات التخويين وشد العصب الطائفي، وأيضا وطبعا بضوء أخضر غربي، لأن الغرب لم يجد أفضل من الموجود لتوقيع اتفاقيات سحب بساط النفط من تحت اللبنانيين. وكانت المفاجئة الكبرى في السابع من أكتوبر التي لم تكن في الحسبان، وشكلت حدثا عالميا أدي إلى تغيير جذري في السياسات والتفاهمات. أعلنت اسرائيل حرب “النهضة” او حرب “يوم الآخرة” دمرت فيها غزة وقتلت عشرات الآلاف، لم تتقبل إيران محاولات إنهاء طفلها السنّي الوحيد والمدلل وأوعزت بفتح جبهات الاسناد من العراق واليمن ولبنان.

تورّط حزب الله بالإيعاز الايراني ولم يستطع مجارات العدو قتاليا وسط تفوّق تكنولوجي هائل أدّى الى خسائر كبيرة ضربت الحزب في مقتله، من أحداث البايجر الى اغتيال السيد نصرالله وصولا الى التدمير الممنهج وعمليات الاغتيال التي طالت أغلب قيادات الحزب العسكرية. أتت التسوية وكان الإتفاق على وقف إطلاق النار من دون ترك أي متنفس وأي دور للإيراني، وكانت معالم الإتفاق واضحة برعاية أمريكية فرنسية ومن دون أي دور لا فارسي ولا حتى عربي. خصوصا بعد رفض الداخل اللبناني لمحاولات التدخل الايرانية في سير المفاوضات. ورضخت ايران واستسلمت تحت الضغوط ولم تجد سبيلا غير رفع وصايتها عن لبنان لإنقاذ ما تبقى من حزب الله.

كيف توزعت الإنتصارات والخسائر؟

المنتصر الأول في هذه الحرب هو الغرب الذي إستطاع أن يقصقص الأجنحة الايرانية في المنطقة وتولي الوصاية المباشرة على لبنان.

المنتصر الثاني هو الشعب اللبناني الذي عاد أمله بإستعادة سلطة الدولة وإنتهاء الفوضى وعودة الحياة الدستورية الى مجاريها بالتعهد بإنتخاب رئيس للجمهورية وتسليم الجيش مقاليد الأمن على كامل الأراضي اللبنانية وإنتهاء دور السلاح خارج الدولة، وصولا الى تعهد الشيخ نعيم قاسم بأن يكون الحزب تحت سقف الدستور وانه سيسعى مع باقي القوى لبناء الدولة، وهو ما يعني تحول الحزب من عسكري الى سياسي.

بالنسبة لحزب الله فإنتصاره يتمثل بنجاته من مخطط تفكيكه والقضاء عليه بالكامل فعندما بدأت هذه الحرب رُفع شعار ضرب وتدمير وسحق “حزب الله”، إجباره على تسليم سلاحه بالقوة بشكلٍ متزامن مع طرده من جنوب الليطاني، مصحوباً بتفكيك ترسانته، الخفيف منها والثقيل، وتهجير ناسه وأهله ونثرهم في أصقاع الأرض.

أما اسرائيل التي كشرت عن أنياب إجرامها بحق الشعب اللبناني والمدنيين إستطاعت أن تضرب الحزب ضربات موجعة وألزمت الحزب التراجع عن وحدة الساحات وفرضت عودته الى ما وراء الليطاني وتفكيك منظومته العسكرية وهذا ما يعتبر بالنسبة لها إنتصارا وإنجازا كبيرا.

أما الخاسر الأول فهو شعب الجنوب الذي خسر أبنائه وأرزاقه وفُرِض عليه التهجير والدمار بمعركة لم يختر المشاركة فيها، على أمل أن تكون المؤامرات على الجنوب وشعبه قد إنتهت.

والخاسر الأكبر من دون أدنى شك ايران التي انتُزعت منها الورقة اللبنانية جبرا، وفرض عليها التراجع للمحافظة على ما تبقى من وجودها في المنطقة، حتى أنها أجّلت أو ألغت ردّها الموعود على اسرائيل في سبيل إنقاذ حزب الله من هذه الحرب المدمرة.

زر الذهاب إلى الأعلى