وجّه البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، رسالة بمناسبة عيد الفطر، حملت في طياتها معاني الإيمان والوحدة، جاء فيها:

“بمناسبة عيد الفطر السعيد، أتقدّم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى جميع اللبنانيين، سائلاً الله أن يحمل هذا العيد معه الخير والسلام، وأن يبدّد الغيوم التي تلبّدت فوق وطننا، ليعود لبنان منارةً للعيش الواحد والتآخي الحقيقي.

إنّ هذا العيد المبارك يذكّرنا مجددًا بقيم الإيمان والتسامح، ويحثّنا على ترسيخ المحبة بين جميع أبناء الوطن. فلبنان لم يكن يومًا مجرّد أرضٍ تجمع طوائف مختلفة، بل هو رسالة حيّة للعيش المشترك، حيث تتلاقى الأعياد، الإسلامية والمسيحية، في روح واحدة من الأخوّة والوحدة.

ويأتي هذا العيد هذا العام متزامنًا مع الصوم الكبير لدى المسيحيين، في مصادفة تحمل في عمقها رسالة روحية عظيمة. إن هذا التوافق في الصيام بين الأديان ليس مجرد تزامن زمني، بل هو دعوة إلى التأمل في المعاني السامية للصبر والتضحية والتقرب من الله، وهو تأكيدٌ على القيم المشتركة التي تجمعنا، والتي نحن اليوم بأمسّ الحاجة إلى التشبث بها أكثر من أي وقت مضى.

في ظلّ الظروف القاسية التي يمر بها وطننا، يبقى عيد الفطر مناسبة متجددة للتأمل في معاني العطاء والرحمة، والتكاتف مع من هم بأمسّ الحاجة إلى الدعم. فليكن هذا العيد دعوةً لزرع الفرح في القلوب، ومدّ يد العون لكل محتاج، علّنا نستعيد معًا الأمل بمستقبلٍ أكثر إنصافًا وإشراقًا.

نسأل الله أن يعيد هذه المناسبة المباركة على الجميع بالخير والبركات، وأن يعمّ السلام والاستقرار في لبنان، ليبقى وطنًا يزهو بوحدته ويتسع للجميع بمحبة وإخاء. عيد مبارك، وكل عام وأنتم بخير!”