لبنان اليوم

مع اقتراب موسم الصيف في لبنان، تتجه الأنظار إلى إمكانية عودة السياح الخليجيين بعد رفع الحظر الإماراتي عن السفر، في خطوة تُعتبر أساسية لإنعاش الاقتصاد اللبناني المتأزم منذ سنوات.

رفع الحظر الإماراتي يعيد الأمل للسياحة اللبنانية

في خطوة لاقت ترحيباً واسعاً، أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية عن إلغاء حظر سفر مواطنيها إلى لبنان، ما يمهّد الطريق أمام تدفق السياح الخليجيين إلى الأراضي اللبنانية خلال صيف 2025. وتُعد هذه العودة بمثابة مؤشر إيجابي يُعزز الثقة في لبنان كوجهة سياحية آمنة وجاذبة في الشرق الأوسط.

القطاع السياحي يتأهب لانتعاشة كبيرة

بدأت الفنادق والمطاعم اللبنانية في الاستعداد لاستقبال الزوار الخليجيين والمغتربين، في ظل توقعات بارتفاع ملحوظ في الحجوزات والإشغال الفندقي. وعبّرت سارة، صاحبة مطعم في شارع الحمراء ببيروت، عن تفاؤلها قائلة:

“إذا عاد السياح الخليجيون فسنعود للعمل كما كنا. الموسم الصيفي وحده يكفينا لسنة كاملة”.

أما حسان، موظف استقبال في أحد الفنادق، فأشار إلى وجود حجوزات جديدة من دول الخليج، لكنه شدد على الحاجة لتحسين البنية التحتية، خصوصاً الكهرباء.

السياحة الخليجية ركيزة لإنعاش الاقتصاد اللبناني

يرى الخبير الاقتصادي منير يونس أن عودة السياحة الخليجية إلى لبنان ستنعكس إيجاباً على عدة قطاعات منها:

• الفنادق والمطاعم
• المناطق السياحية والشواطئ
• المهرجانات الصيفية
• الزراعة والصناعات الغذائية

وأكد أن الاقتصاد اللبناني بحاجة ماسة لهذا الدعم في ظل ركود اقتصادي مزمن، داعياً إلى حملات ترويج سياحي بالتعاون بين وزارة السياحة والفنادق وشركات الطيران.

التحديات: اليد العاملة والبنية التحتية

رغم الإيجابية، أشار يونس إلى تحدٍ متكرر في القطاع السياحي، وهو الاعتماد على اليد العاملة الأجنبية.
وقال:

“عندما يكون العامل لبنانياً، تبقى الأموال داخل البلد. وهذا ضروري لتنشيط الاقتصاد الوطني”.

أما على صعيد البنية التحتية السياحية، فلا تزال الكهرباء والمياه والطرقات تشكل عائقاً أمام تقديم تجربة سياحية مكتملة.

الحركة العقارية: مؤشرات تحسّن مرتقبة

وفي السياق ذاته، أشار الخبير العقاري طارق السيد إلى أن العديد من العائلات الخليجية لا تزال تملك عقارات في لبنان، خصوصاً في مناطق مثل عاليه، بحمدون وصوفر. وأكد أن عودتهم خلال الصيف قد تُعيد بعض الحركة إلى السوق العقارية، خصوصاً في الإيجارات والمبيعات الموسمية.

لكنه حذّر من أن استمرار تردي خدمات البنية التحتية قد يُعرقل هذا الزخم، داعياً إلى تحسين الكهرباء، خدمات الطرق والنقل في المناطق السياحية.

فرصة ذهبية للبنان إن أُحسن استغلالها

تشكل عودة السياحة الخليجية إلى لبنان فرصة اقتصادية هامة يجب استغلالها عبر:

• دعم الاستثمار السياحي
• تحسين البنية التحتية
• تشجيع استخدام اليد العاملة اللبنانية
• إطلاق حملات ترويجية فعالة

إذا نجح لبنان في اغتنام هذه الفرصة، فقد يتمكن من استعادة موقعه الريادي كواحد من أبرز الوجهات السياحية في الشرق الأوسط، ويعود ليلقّب مجددًا بـ “سويسرا الشرق”.