لبنان اليوم

في تطور لافت في مجال مكافحة الجرائم البيئية، أصدرت محكمة كينية حكمًا صارمًا بحق أربعة متهمين، بينهم مراهقان بلجيكيان، بعد إدانتهم بمحاولة تهريب أكثر من 5,000 نملة حاصدة أفريقية نادرة من نوع Messor cephalotes، والتي تُعد من الأنواع المحمية في كينيا.

تفاصيل القضية

تم القبض على البلجيكيين لورنوي ديفيد وسيبي لوديويكس، كلاهما يبلغ من العمر 19 عامًا، في بيت ضيافة بمقاطعة ناكورو في 5 أبريل 2025. عُثر بحوزتهما على 5,000 نملة حية مخزنة في أكثر من 2,200 أنبوب اختبار وحقنة معدلة خصيصًا لضمان بقاء النمل حيًا خلال النقل، مما يشير إلى عملية تهريب مُحكمة التخطيط .

في قضية منفصلة، تم القبض على الفيتنامي نغوين دوي هونغ والكيني دينيس نغانغا في نيروبي وبحوزتهما 400 نملة حية.

الأحكام الصادرة

في 7 مايو 2025، قضت المحكمة بتغريم كل من المتهمين الأربعة مبلغ 7,700 دولار أمريكي أو السجن لمدة عام واحد، بعد إدانتهم بتهريب الحياة البرية بشكل غير قانوني .

الأبعاد البيئية والاقتصادية

أشارت هيئة الحياة البرية الكينية (KWS) إلى أن هذه القضية تُعد تحولًا في نمط الجرائم البيئية، حيث ينتقل التركيز من الحيوانات الكبيرة المعروفة إلى أنواع أصغر ولكنها ذات أهمية بيئية كبيرة، مثل النمل

وتُعتبر نملة Messor cephalotes من الأنواع النادرة والمطلوبة بشدة في أسواق الحيوانات الأليفة الغريبة في أوروبا وآسيا، حيث يمكن أن يصل سعر النملة الواحدة إلى 200 دولار أمريكي.

ردود فعل المتهمين

أعرب المتهمون، خاصة البلجيكيين، عن ندمهم خلال جلسات المحكمة، مؤكدين أنهم لم يكونوا على دراية بالقوانين المحلية وأنهم جمعوا النمل بدافع الهواية. إلا أن المحكمة رأت أن الأدلة تشير إلى نية تجارية واضحة وخطة تهريب مُحكمة.

التحذيرات المستقبلية

حذرت السلطات الكينية من أن تهريب الأنواع البيولوجية، حتى الصغيرة منها، يُشكل تهديدًا للتنوع البيولوجي والاقتصاد المحلي، داعية إلى تشديد الرقابة وتوعية الجمهور بأهمية الحفاظ على الحياة البرية.

تُبرز هذه القضية الحاجة الملحة لتعزيز الجهود الدولية لمكافحة تهريب الحياة البرية، بما في ذلك الأنواع غير المعروفة على نطاق واسع، لضمان حماية النظم البيئية والتنوع البيولوجي العالمي.